في ذكرى تشييع الخوف

20 مارس 2012

بعد عام من انتفاضة الشعب السوري العظيم ، لا أجد الكثير من الكلام ليحكى ، لأن أي وصف يذكر لن يوفي الشعب السوري حقه . فلا يمكن أن أصف شجاعته بكلمات ، و لا يمكن أن أصف ما تعرض له من ظلم و اضطهاد على يد النظام بكلمات أيضاً . تبدو الكلمات هنا ظالمة و مجحفة جداً .

في آذار 2011  أو قبله بأسابيع كانت عيوننا معلقة بتونس و مصر وليبيا واليمن ، كانت نفوسنا تشتهي المستحيل حينها ، كنا نعلم بأن ما نتأمله مجرد طيف يستحيل تحقيقه ، فكل شيء عندنا مختلف فعلاً .. الظلم مختلف و البطش مختلف ، كنا نعلم أننا لا نمتلك أي ورقة رابحة يمكننا أن نراهن عليها، كان حينها الحلم ، مجرد الحلم ترفاً لم نرغب الخوض  فيه .

بدأت دعوات التظاهر ضد النظام بصفحة الثورة على فيسبوك ، كنا نراقبها عن بعد ، حينها كانت كبسة لايك أحد الأفعال المتهورة التي لم يتجرأ الكثيرون على القيام بها . حتى رأينا أول مظاهرة في قلب دمشق كنا نراقب الشارع ، المباني ، وجوه الناس . كنا نريد أن نتثبت بأي وسيلة أن ما نراه يحصل في سوريا فعلاً .

بعد أيام انتفضت درعا وحملت الراية فكان لها نصيب من الظلم .. كنت أرى في درعا غزة جديدة.. دخان أسود يلف المدينة و دبابات تحاصرها ..كنت أرى غزة ولا أرى يهوداً ! كنت أرى شعباً شجاعاً مناضلاً شيع الخوف الذي استوطنه منذ عشرات السنين  إلى مثواه الأخير.

كنا نظن أن درعا هي آخر الظلم.. إلا أن الظلم امتد ليشمل كل بقعة على أرض سوريا ، بانياس ، حمص ، حماه ، دير الزور ، إدلب و القائمة تطول . وكان الشعب السوري العظيم يثبت بعد كل ضربة أنه بطل الحرية .

بعد عام .. و نحن نعلم أننا قد نحتفل بعام آخر من ذكرى انطلاقة الثورة دون أن نحقق النصر الذي نسعى إليه ،  ترى ما الذي تغير . أو لنقل ما الذي كسبه الشعب السوري بعد كل الخسائر التي تكبدها من القتل و الاعتقال و التدمير ؟!

لقد كسبنا شيئاً واحداً  ، كسبنا  ” الحرية ” ، تحررنا من الخوف !

3 تعليقات “في ذكرى تشييع الخوف”

  1. Mona Anosh Says:

    اعدريني وليعدرني من يقرائني انا مصابه بحاله من التشوش الغير طبيعيه ارى اولاد بلدي ممزقين الاوصال ونحن والعالم يكتفي بالشجب والتاسف هم يموتون جوعا وقهرا وهم يشجبون ويتاسفون تعبت من هده اللعبه ايه حريه نحن اصبحنا ممزقين مزقنا كل ممزق ولا حياه لمن تنادي الى اين يدهب البلد نحن قد توسطنا الطريق لا يوجد عندنا طاقه للتقدم ولا يسمح لنا بالرجوع اه كم وجع هدا البلد اصبح كبيرا اه كم نزفنا لدرجه لم تعد هناك دماء تسيل حتى الدم تعب من كثره الجريان الى اين ومن اين سوف نبدا لا نعرف ولن نعرف اه وجع بلدي اصبح كبيرا


  2. ان شاء الله تنتصر توار سوريا

  3. غير معروف Says:

    شكرا لك ولا حول ولا قوة الا بالله


أضف تعليق