رمضانيات

3 سبتمبر 2010

فلكلور الدراما

في أيام رمضان الأولى كنت منشغلة عن ما يتم عرضه من دراما سورية ، إلا أن أكثر ما جذبني من خلال متابعتي المتفرقة كان مسلسل تخت شرقي  ، و مسلسل ما ملكت أيمانكم  بالإضافة إلى مسلسل أبو جانتي . هذه تقريباً أكثر المسلسلات التي أثارت سخط الكثيرين و اعتراضاتهم بحجة جرأة ما  يتم عرضه و عدم وجوده فعلياً على أرض الواقع السوري مع أن المتابع لصفحات عكس السير و سيريانيوز و الحوادث المتتالية اليومية يؤكد أن في الواقع ما هو أسوأ بكثير . و لكن و ككل رمضان يصبح الحديث عن الدراما السورية فلكلوراً جاذباً للجميع حتى أن أحد العلماء الأفاضل قد أبدى استيائه من عرض مسلسل ما ملكت أيمانكم بعد يومين فقط من عرضه ثم سحب اعتراضه بعد ذلك ..

سفر

عشت رمضان هذا العام في أربع دول مختلفة ، فمع بدايته كنت في طريق عودتي من تركيا و أكملته في سوريا و من ثم في البحرين لمدة يوم واحد و ها أنا الآن في أبوظبي. و قد توقفت في البحرين لمدة يوم واحد بعد أن قادني سوء حظي إلى اختيار طيران البحرين لينقلني من حلب إلى أبوظبي على أن تتوقف الرحلة لمدة ساعة واحدة فقط في مطار البحرين قبل أن تواصل إلى أبوظبي ،  و بعد وصولي إلى مطار البحرين كما هو مخطط  تفاجئت بأن رحلة أبوظبي تم إلغاؤها دون إعلامنا لعدم اكتمال عدد الركاب ( على مبدأ باصات النقل الداخلي الهوب هوب الذي لا يتحرك قبل أن يكتمل عدد ركابه ) ، و كان علينا أن ننتظر الرحلة القادمة بعد أكثر من 14 ساعة ، فتم نقلنا في حافلة لنقل العمال و زجنا في أحد فنادق المنامة ذات النجمة الواحدة لأقضي هناك يوماً من أسوأ أيام حياتي  بسبب شركة لا تحترم اسم المملكة التي تحملها .. مملكة البحرين ، إن كان أحدكم يفكر باختيار طيران البحرين فعليه أن يجهز نفسه للمفاجآت .

شياطين و أرواح شريرة

كنت دوماً ضد فكرة الانتقام لأي سبب كان ، و كنت أزعم أن الانتقام ليس إلا مشاعر كراهية تنغص على المرئ عيشته ولا ترمم شيئاً من كسوره النفسية التي عانى منها  في أي حال ، هذا كان كلامي على الورق فقط  فالواقع أمر مختلف تماماً . فقد سنحت لي إحدى الفرص في رد صاعٍ صغير لشخص  حكمني الله في أمر بسيط من أموره ، و بعد جدال طال بيني و بين نفسي قررت أن أشفي غلي و شعرت للحظة بتلك النشوة الكاذبة التي يمنحنا إياها الانتقام و أدركت أن الشياطين المصفدة في رمضان بريئة تماماً من روحي الشريرة بالفطرة .

كل رمضان و أنتم بخير

رمضان حلب

30 أوت 2010

في مثل هذه الأيام من السنة يكون موعد عودتي إلى الامارات قد اقترب ،و بدأ الشعور بالذنب يتسلل إلى قلبي ، ذلك أنني لم أحب هذه المدينة التي قضيت فيها إجازتي ولم أحتفي بها كما يجب و كنت كثيرة التذمر منها ، من حرارتها ، من انقطاع كهربائها، من حجب الفيس بوك و سوء الإنترنت، من تعصب سكانها و طريقة تفكيرهم الخاصة ، إلا أن رمضان حلب غير وجهة نظري تماما و جعلني أغرم بهذه المدينة من جديد .

رمضان حلب كان مختلفاً عن كل رمضاناتي السابقة ، فلم يصادف وجودي هنا في رمضان من قبل إلا مرة  واحدة  ولأيام معدودة منذ عامين و كنت وقتها مشوشة التفكير و عالقة في امتحاناتي النهائية ، في هذا العام حضرت أول أسبوعين من رمضان في حلب لأشعر للمرة الأولى في حياتي بمعنى رمضان الحقيقي.

فلأول مرة أجرب العطش تحت درجة حرارة 45 ، بالإضافة إلى  ميزة “انقطاع الكهرباء لمضاعفة الثواب “، و العزايم المتتالية ، و عدة رمضان اليومية من السوس و التمر الهندي و المعروك بأشكاله و نكهاته المختلفة  ، كم أشتاق إلى المعروك هنا في الإمارات 😦 .

كما أنني لأول مرة أداوم على صلاة التراويح بشكل يومي في المسجد ، همة عالية و أعداد هائلة مقبلة على الصلاة صغاراً و كباراً ، حتى العجزة الذين لا تقوى أقدامهم على تحمل مشقة الوقوف لم يكن هذا ليقف عقبة أمام تأديتهم لصلاة التراويح جماعة في المساجد ، كنت أصلي في جامع الغزالي القريب من منزلي و الملقب بجامع الاكسبريس 🙂 ،  فبينما تكون الجوامع الأخرى قد وصلت بالكاد إلى الركعة الثامنة نكون قد أنهينا عشرين ركعة في جامع الغزالي و انصرفنا إلى أشغالنا خلال خمس و أربعين دقيقة أو أقل ، حقيقة أنني لم أعرف إماماً أسرع من إمام هذا الجامع طوال حياتي فأطول سوره كانت قل هو الله أحد .

أما بعد صلاة التراويح ينتشر الناس في الأسواق و محلات السهر حتى ساعات الصباح الأولى ، و بما أن حلب مدينة ليلية في حالاتها العادية و لا تعرف النوم قبل أذان الفجر فمن الطبيعي أن تستمر الحركة في الشوارع خلال أيام رمضان حتى وقت متأخر جداً ، حتى أن المسحراتي لا يكاد يجد من يوقظه عند مروره في شوارع حلب الساهرة .

ودعت حلب منذ أسبوع تقريباً متحسرة على رمضانها و لكنني متأملة بأنني سأقضي رمضان بكامله في حلب العام القادم.

 

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

بعد إلغاء الفيزا بين البلدين سوريا و تركيا ، أصبحت موضة السوريين السياحية و وجهتهم الأولى هي تركيا ، فعدا عن ميزة إلغاء الفيزا تعتبر تركيا وجهة سفر قريبة جداً خاصة لسكان المنطقة الشمالية –حلب-  ، حيث الحدود السورية التركية لا تبعد أكثر من ساعتين أو أقل . مما دفع العديد من المكاتب السياحية إلى تنظيم الرحلات إلى مختلف المدن التركية .

فما أن تفتح أياً من الجرائد الإعلانية حتى تفاجئ بعدد كبير من العروض إلى تركيا و بأسعار زهيدة إذا ما قارنتها برحلة إلى أحد فنادق اللاذقية أو دمشق المعروفة .

وأمام إغراءات المكاتب السياحية و مع تشجيع غالبية أقاربي الذين قاموا بالتجربة وبعد أن احترت كثيراً في تقرير الوجهة و المكتب المناسب خاصة أن السياحة السورية لا تعترف بما يسمى التسويق الإلكتروني ومن النادر أن تجد موقعاً إلكترونيا فعالاً لأي من المكاتب السياحية على الإنترنت ، المهم أنني اخترت أخيراً رحلة تجريبية قصيرة إلى مرسين ،  و لدى استفسارك عن الرحلات على الهاتف ستسمع عن الرحلة ما يجعلك تعتقد بأنها رحلة إلى الجنة ، فطريقة النقل سواء كانت برية أو جوية تكون ميسرة جداً ، الفنادق تصبح من فئة العشر نجوم ، الجولات السياحية متاحة حسب رغبتك . كل هذا بالتأكيد لأن الكلام لا جمارك عليه.

اخترت أحد المكاتب في حلب لرحلتي التي امتدت ثلاثة أيام ، تمر الرحلة من المنطقة الحدودية باب الهوى إلى حربيات و أنطاكية و اسكندرون و طرسوس و أضنه ثم إلى مرسين ، وقد تسلمنا قبل الرحلة جدولاً للجولات السياحية التي من المقرر أن نقوم بها إلا أن هذا الجدول المزدجم لم يكن إلاّ لُهاثاً من مكان إلى آخر ، حيث تقضي في الطريق أكثر من ساعتين لتصل إلى منطقة لا يتجاوز مكوثك فيها ساعة و نصف في أحسن الأحوال ، كما أن المنتجع الموعود ذو العشر نجوم وذو الشاطئ الرملي الذهبي ينحدر مستواه فجأة بحيث لا يتجاوز الثلاث نجوم و كل تلك الميزات المكتوبة في منشور الرحلة  والتي انتظرت تنعمك بها من إنترنت لاسلكي في الغرف و جاكوزي و جيم وساونا عليك أن تتناسى أمر وجودها إلا على الورق.

هذا الجانب من تركيا الجنوبية يشبه كثيراً المدن و القرى السورية ، مرسين فيها شارع تسوق اسمه تقسيم يشبه منطقة العزيزية و التلل في حلب ، و فيها مراكز تسوق  كبيرة وكان هذا أفضل مافي هذه الرحلة .أما  أسوأ مافي الرحلة كان جو مرسين الحار و الرطب بشكل لا يوصف مما يجعل الجولات السياحية الخارجية المكشوفة عبارة عن رحلة ساونا طبيعية ، كما أن المناطق السياحية المحيطة بمرسين غير مخدمة بشكل جيد ولا يتجاوز مستواها النجمة الواحدة ، ومع هذا الارتفاع غير الطبيعي في درجة الحرارة كنت أستغرب عدم استخدام معظم المقاهي و المطاعم و حتى المحلات التجارية في المصايف المحيطة بمرسين لأي من وسائل التبريد عدا عن خلع الجزء الأكبر من الملابس.

من جهة أخرى لن تشعر هنا بالغربة لأن الأفواج السياحية السورية تسيطر على المكان فستجد بجانبك الكثير من إم عبدو أبو عبدو و عبدو و أخواته ، و العديد من سكان المنطقة يجيد بعض الكلمات العربية إلا أن عدداً نادراً فقط يجيد الانجليزية  مما يعني أنك ستواجه في بعض الأحيان معضلة التفاهم بالإشارة .

كان أجمل مافي هذه الرحلة طرقات تركيا الخضراء ، و مجموعة الرحلة التي كانت كعائلة واحدة بالإضافة إلى قائد الرحلة و الدليل السياحي  الذي كان يحاول قدر الإمكان إرضاء الجميع بشكل ديبلوماسي محافظاً على ابتسامته المتفائلة طوال الرحلة و برغم تذمر الجميع و “نقهم ” المتواصل وأولهم أنا ، كما أضفى بصوته و أغانيه “اللي صرعنا فيها طول الطريق جواً مرحاً .

ما تعلمته من هذه الرحلة :

1- لا تعتمد كثيراً على ما يكتب عن مستوى الفندق من خلال مكتب السياحة و حاول البحث عن مستواه الحقيقي عن طريق الإنترنت.

2- الخروج مع رحلة يعني أنك ملزم بجدولهم الذي قد لا يتناسب كثيراً مع ميولك فلا تكثر التذمر طالما كان هذا اختيارك.

3- تركيا بلد مثالي للتسوق 🙂

4- اللي بدو يطلع رحلة مالازم يدقق .

إلى الصور أقرأ باقي الموضوع »

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

أشعر أحيانا أنني أعيش حالة شوق تمتد طوال شهور السنة بانتظار شهر تموز لأحط فيه رحالي على تلك الأرض الطيبة ، وصلتها هذا العام مع بزوغ شمس الصباح الأولى وبالصدفة على أنغام موال وائل كفوري “ما بحبك وما بموت فيكي .. عمبكذب عليكي” ، شاهدتها كما لم أشاهدها من قبل ، الجميع نيام،  الشوارع خالية الهدوء يعم المكان و الجو كان أروع من أن يوصف ربما لم أكن لأشعر بأي حر برغم ما تزعمه نشرات الطقس ، قضيت فيها أطول فترة قضيتها على الإطلاق ، ستة أيام في الرحلة الأولى و أربعة أيام في الرحلة الثانية  كانت ذخيرتي للسنين القادمة.

استمتعت بالضياع في شوارعها و في متاهاتها  و في دواراتها المغلقة بسبب التصليحات، سئمت كثيراً من الشاخصة التي تقول بأن دوار كفر سوسة مغلق وما كلفني هذا الإغلاق من ساعات ضياع إضافية ، حفظت طريق ركن الدين الميسات والمزرعة , الصالحية و الحمرا و الشعلان و المهاجرين و ابو رمانة و الروضة و المالكي بشكل جيد جداً .

زرت قاسيون في جميع حالاته عصراً و ليلاً و صباحاً ، حتى توهمت عندما جلست على حافة الطريق صباحاً على قمة قاسيون بأنني أمتلك العالم بأسره ، كان هذا أحد أحلامي البسيطة التي حققتها بالصدفة .

دخلت بالخطأ إلى منطقة عرفت لاحقاً أنها تسمى دف الشوك ولا أعلم كيف وصلت إلى هناك في ساعة متأخرة من الليل و لكنني  وجدت طريق عودتي بمحض الصدفة و بشيء أشبه بالمعجزة بعد ساعة من اللف و الدوران في نفس الدائرة حتى ظننت أنني لن أرى طريقي إلى البيت مرة أخرى.

الرحلة الثانية تركزت في مصايف الشام وتحديداً في يعفور ، كنت سعيدة جداً بوجود هذه النوعية من الخدمة السياحية الراقية في سوريا ، أما عن بلودان و الزبداني فسوف تشعر للوهلة الأولى بأنك تزور إحدى المدن الخليجية حيث يفوق تعداد السياح الخليجين على تعداد أهالي المنطقة تقريبا.

أين تذهب في دمشق ؟

هذه قائمة قد تساعد زائر هذه المدينة في العثور على أماكن يجب زيارتها:

داخل دمشق :سوق الطلياني ، سوق الصالحية ، سوق الحمرا ، سوق الشعلان ،قصر العظم، سوق الحميدية ، الجامع الأموي ، قهوة النوفرة ، باب توما و مطاعم البيوت العربية القديمة ، شام سيتي سنتر (كفر سوسة) ، دامسكينو مول (كفر سوسة) ، الربوة ، قاسيون.

طريق المطار : بوابة دمشق ، ملاهي الأرض السعيدة ، القرية الشامية ( باب الحارة).

المصايف : منتجع يعفور ، البيت السويسري ، القرية الفرعونية ، بريستول ، سوق مضايا و بقين ، عين الفيجة ، بحيرة زرزر ، الزبداني ، بلودان ، مغارة موسى “مغارة من صنع الإنسان يمر بها نبع “ ، أبو زاد .

ما مليتي من الشام ؟

هذا السؤال الذي يطرحه علي أهلي و أقاربي في كل مرة  و لا أعلم كيف يكون شكل الملل من هذه المدينة  .
ربما ستطول عودتي إليها  هذه المرة أكثر من مجرد عشر شهور و لكنني مؤمنة بأن هنالك دائماً مرة قادمة .

إلى الصور .. و عن الشام ما بيخلص الكلام ..

أقرأ باقي الموضوع »